شريان الحياة للاستثمار والسياحة في مصر

ما هو COP؟ 

كلمة COP تعني "مؤتمر الأطراف".

ينعقد مؤتمر أطراف لكل اتفاقية من اتفاقيات ريو الثلاثة التي أسفرت عنها قمة الأرض التي عقدتها الأمم المتحدة في البرازيل عام 1992 بشأن التنوع الحيوي وتغير المناخ والتصحر.  تُعد قمة المناخ COP27 أهم مؤتمر متعلق بتغير المناخ وهو أيضًا المؤتمر المسؤول عن القرارات المتعلقة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. الهدف الرئيسي من هذه القمة، التي تنعقد مرة كل عام، هو مناقشة كيفية مجابهة تغير المناخ والتصدي لآثاره، ويشارك فيها الحكومات الموقّعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، بالإضافة إلى قادة العالم، والوزراء، والمفاوضين، والمجتمع المدني، والشركات، والمنظمات الدولية، والإعلاميين. 

تجري عملية التفاوض في هذه القمة بشكل أساسي بين المفاوضين، ومن بينهم الوزراء، للتوصل إلى اتفاقيات بحضور منظمات "رقابية" لضمان سير العملية بشفافية وضمن آفاق أوسع. تنعقد قمة المناخ COP في دولة مختلفة كل عام، فقد انعقدت أول قمة مناخ COP1 في برلين بألمانيا عام 1995. بينما اشتركت المملكة المتحدة وإيطاليا العام الماضي في استضافة قمة المناخ COP26 في مدينة جلاسكو باسكوتلندا، واستمرت رئاسة الدولتين، المملكة المتحدة وإيطاليا للقمة حتى قمة المناخ COP27 التي تنعقد هذا العام في شرم الشيخ بمصر.

قمة المناخ COP27: شرم الشيخ، مصر – 2022

تُعد هذه القمة الحدث الأضخم في تاريخ مدينة شرم الشيخ منذ تأسيسها. وسوف تنعقد القمة في نوفمبر القادم بحضور حوالي 40,000 مشارك من بينهم أكثر من 60 رئيسًا وملكًا، بالإضافة إلى رؤساء الوزراء ومنظمات المجتمع المدني من مختلف الجنسيات، وسوف تناقش القمة مشكلات متعلقة بالمناخ والتغير المناخي وتأثيره على الحياة.

وقد بذلت الدولة جهودًا كبيرة لتحويل المدينة الساحلية إلى مدينة سياحية صديقة للبيئة ومستدامة ومتكاملة لتتمكن من استضافة قمة المناخ COP27 في الفترة ما بين 7 إلى 18 نوفمبر، إذ تضم المدينة أكثر من 30 مشروعًا صديقًا للبيئة بهدف زيادة المساحات الخضراء وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في وسائل المواصلات والفنادق.

تتضمن الخطط المعدة لمدينة شرم الشيخ بناء سنترال بارك على مساحة 30 فداناً تتوافق مع معايير الاستدامة وتحويل فنادق المدينة للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتطبيق نظام جديد لإدارة النفايات الصلبة من خلال القطاع الخاص. تشمل هذه الخطط أيضًا تطوير مستشفى شرم الشيخ الدولي من خلال استخدام أدوات صديقة للبيئة ليصبح أول مرفق صحي صديق للبيئة في مصر وأفريقيا، بالإضافة إلى توسيع مطار شرم الشيخ الدولي ليستقبل 10 ملايين سائح كل عام بدلًا من 7.5 مليون سائح.

قمة المناخ COP27: جذب الاستثمارات لمصر

إن قمة المناخ COP27 فرصة لا تعوض بالنسبة لمصر ليس للنهوض بعملها في التصدي للتغير المناخي فحسب، بل أيضًا لتسريع تنفيذ استراتيجية رؤية 2030 التي تتوافق تمامًا مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام 2030. وتُعد مشاريع شرم الشيخ جزءًا من استراتيجية الدولة الوطنية لتغير المناخ لعام 2050، والتي سوف ترسم خارطة لجميع المشاريع الذكية بالمحافظة وكيفية ربطها بالهيئات الممولة وجذب الاستثمارات اللازمة.

وقد نجحت مصر، على مدار الأعوام الماضية، في رفع نسبة مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة. وينصب الاهتمام حاليًا على جذب استثمارات القطاع الخاص للمشاركة في المشاريع المصنفة تحت فئة الاستعداد التجاري الضعيف؛ نظرًا للتكاليف المرتفعة للمعاملات المالية وطول فترات السداد وبالتالي ضعف ربحيتها.

قمة المناخ COP27: تنشيط السياحة في مصر

تسعى مصر لتحقيق أقصى استفادة من قمة المناخ COP27؛ فالنهوض بقطاع السياحة هو أسرع وسيلة لتعافي الاقتصاد ورفع معدلات النمو، وأولى هذه الخطط أن تستفيد مصر من السياحة القادمة خلال فترة استضافتها للمؤتمر في شرم الشيخ. إضافة لذلك، تشكل جميع المشاريع التي يجري تنفيذها حاليًا في شرم الشيخ استعدادًا للقمة فرصة ذهبية لزيادة عدد السائحين القادمين للمدينة في الأعوام القادمة؛ فالمؤتمر لن يسهم في تعزيز السياحة في المدينة المستضيفة له فحسب، بل سوف ينعكس ذلك على المدن المحيطة أيضًا مثل مدينة دهب ونويبع وطابا وسانت كاترين.

بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إنشاء المزيد من المرافق الفندقية التي تقدم المزيد من الأنشطة الترفيهية والخدمات عالية الجودة مما سوف يسهم في جذب المزيد من السائحين. فضلًا عن مضاعفة القدرة الاستيعابية للمطار لنقل السائحين من جميع أنحاء العالم.
يُعقد المؤتمر هذا العام في ضوء الحرب الروسية – الأوكرانية التي تؤثر عواقبها على جميع المستويات بما فيها السياحة؛ مما يقتضي استغلال هذا الحدث والعمل على أساس ذلك لوضع برنامج متكامل لتعزيز تواجد مدينة شرم الشيخ دوليًا لجذب أسواق بديلة من أجل تنشيط قطاع السياحة في مصر.

تمثل قمة المناخ COP27  فرصة ذهبية لمصر لاجتذاب استثمارات القطاع الخاص؛ وبالتالي تعزيز جمع التدفقات المالية المستدامة وأخيرًا زيادة مشاركة القطاع الخاص في تمويل مشاريع التنمية المستدامة في مصر وتحقيق الإبداع والتطوير التكنولوجي المطلوبين بشدة من الناحية التجارية.